مني وأخواتها والستات مايعرفوش يكدبوا واستطاعت أن تصنع لها مكانة متميزة بين مقدمات البرامج المحجبات علي الفضائيات نصف الدنيا التقت مني عبدالغني وكان معها هذا الحوار :
- أي الألقاب تفضلها الفنانة مني عبدالغني المذيعة أم مقدمة البرامج؟
ــ كلاهما جيد بالنسبة لي ولا يفرق معي لقب عن آخر.
- هل تبرأت الفنانة مني عبدالغني من تاريخها الفني بعد الحجاب؟
ــ أنا مثل أي شخص لديه ألبوم زكريات يفتحه ويسترجع مافيه ولكنني نادمة علي أنني لم أبدأ طريقي إلي الله مبكرا عن ذلك فقد تحجبت وأنا في سن الثلاثين وعموما مرحلة عملي بالفن كانت مرحلة الشباب والتنطيط وهي مرحلة من حياتي بكل مابها ولكن من شروط التوبة الندم والإنسان كله أخطاء ولذلك نجدد النية لله في كل لحظة.
- لكنك توقفت عن التمثيل وأبتعدت عن الفن بعد الحجاب؟
ــ ابتعدت لفترة تقل عن العامين وكنت خلال هذه الفترة أحاول التعمق في معرفة الدين وتعلمت تفسير القرآن الكريم وحفظه وكنت أتساءل عن الحلال والحرام وعرفت أن المرأة يمكن لها أن تعمل بالضوابط التي يجب أن تحافظ عليها فقد كنت في البداية متشددة, وكنت أعتقد أن المرأة كلها عورة ولا يجوز لها أن تخرج وتعمل ولكنني اكتشفت أن المرأة في الاسلام عملت قاضية ومعلمة وكانت تحاور النبي صلي الله عليه وسلم وتسأله في فقه النساء وبعد معرفتي ذلك حلمت بتقديم برنامج أعلم من خلاله المرأة ما تجهله من أمورها وخلال هذه الفترة عرضت علي فكرة برنامج تحقق ذلك فكان برنامج مني وأخواتها وسبقه مشاركتي في مسلسل ابن ماجة وكذلك مشاركتي بالغناء في أوبريت القدس هترجع لنا بعد أن سألت العلماء عن مفهوم الغناء فأفتوني بأنه ما دامت الكلمة محترمة وتحث علي الفضيلة وليس فيها خضوع في القول فلا بأس.
- وهل واجهتك صعوبات بعد اتخاذك هذا القرار؟
ــ لا توجد صعوبات لمن يريد ذلك فربنا سبحانه وتعالي يهدي من يشاء له الهداية فعندما يدعو الإنسان ربه ليهديه إلي طاعة معينة ييسرها له وأنا دعوت الله من قلبي أن ييسر لي أمر الالتزام لأنني كنت أحب عملي وحدث ذلك بعد وفاة أخي الأكبر فجأة وبدون أي مقدمات واتخذت القرار في حينها ولم أتردد.
- وهل كانت هناك محاولات لإغرائك بالعودة إلي الفن والغناء مرة أخري؟
ــ كان هناك البعض يحاول إثنائي عن قراري ولكن كل أسرتي شجعتني علي ذلك وكان البعض يواجهني بالأسئلة وتعلمت منذ البداية أن العلم والصحبة الجيدة أعطياني القوة والثبات لأن هناك شياطين الإنس الذين استطعت بفضل الله أن أواجه أسئلتهم بأن ما عملته هو طاعة لأمر ربي ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
- هل كان الحجاب عائقا في أي وقت أمام عملك؟
ــ لا والحمد لله لأن أي عمل كان يأتيني كان يعلم صاحبه أنني محجبة وأحيانا عندما لا يكون الدور مكتوبا لي منذ البداية أجد كلمة مثلا فيقوم مساعد المخرج بشطبها ويقول لي الحاجه لا تقول كلمة مثل هذه وحتي عندما يكون في الدور كلمة ما فمن المفروض أن الشخصية بشر تصيب وتخطئ وتستغفر وهي بذلك توصل رسالة ما إلي المشاهد.
- هل كان قرار التغيير في حياتك سهلا أم صعبا؟
ــ ربنا يسره لي لا أستطيع القول إن التيسير كان بيدي ولكن الله من به علي ولكنه لا يأتي لمن لا يريد فلابد من النية والرغبة الصادقة في الالتزام والاتجاه إلي الله.
- ما رأيك في الهجوم علي الفنانات المحجبات ونصيحة البعض من المخرجين لهن بأن يجلسن في منازلهن ويبتعدن عن الساحة الفنية؟
ــ هذا تدخل في حرية الآخرين فهل وجدنا واحدة من المحجبات تطلب هذا الطلب من غير المحجبات لم يحدث فهو تدخل مرفوض في شئون الآخرين.
- وما رأيك في قيام بعض الفنانات بخلع الحجاب وارتداء الباروكة أثناء التمثيل؟
ــ يسئل عن ذلك من قام به في الدنيا والآخرة وأنا شخصيا رفضت أحد الأدوار المهمة في عمل كبير جدا للأستاذ محمد جلال عبدالقوي بعد أن طلب مني مخرج العمل أن أرتدي الباروكة خلال المشاهد التي تكون داخل المنزل ولكنني رفضت حتي العمل نفسه لم يظهر للنور حتي الآن.
- أحد الاستطلاعات أظهر أنك أفضل ممثلة ترتدي الحجاب في الدراما التليفزيونية وأنك أكبر مثال علي أن الحجاب لا يعوق الفنانة عن استكمال مسيرتها الفنية ما رأيك؟
ــ لا يعوق في حدود الأدوار التي تتطابق مع معايير هذه الفنانة في عملها ولكن من المؤكد أن هناك أدوارا لا يصح أن تقدمها الفنانة المحجبة وأنا كنت أضع حدودا للأدوار التي أقوم بها حتي قبل حجابي ومنذ فيلم الباشا الذي شاركت فيه مع الفنان أحمد زكي حتي أنه رشحني للعمل في بعض الأعمال ولكن كان يعوقني أن بعض المشاهد أرفض تمثيلها لأنه ضد الحدود التي أضعها لعملي والتي لا أتنازل عنها ومنها ضوابط في ملابسي وكنت دائما أضع نصب عيني أنه سيكون لدي أولاد ولدي إخوة رجال وأسرة حتي الشعب المصري نفسه بطبيعته متدين ولا يحب الابتزال ويرجع الفضل في ذلك إلي والدتي التي ربتني علي الالتزام.
- وهل أنت راضية عن الشكل الذي تقدم به المرأة المحجبة في الأعمال الدرامية حاليا؟
ــ هي تقدم كشكل موجود في أنماط المجتمع واتذكر أن الأستاذ عماد أديب كان متحمس لتقديم عمل للمحجبة التي تظلم من أقرب الناس لها سواء أحد من أسرتها أو المجتمع أو التي يقع عليها ظلم داخل عملها فلماذا لم يكتب شيء لهذه النماذج ففي الدراما هي تقدم دور ام عادية محجبة أو فلا حة اوسيدة كادحة ولكن لم يتناول احد مشكلاتها هي والمعاناة التي تعانيها في المجتمع عندما تلتزم والفتن التي تحيط بها والصعوبات التي تواجهها ولا أدري سبب إحجام الكتاب عن هذا التناول.
- لك تجربة في تقديم البرامج أيهما تفضلين برامج الهواء أم المسجلة؟
ــ كل منها له تميزه فبرامج الهواء تمتاز بأن لها موعدا محددا ولكن البرامج المسجلة تحتاج إلي وقت طويل جدا وعلي الرغم من أن التقديم علي الهواء يصيبني بالتوتر ويحتاج إلي استعداد خاص لأن الخطأ علي الهواء ليس له علاج ولكن في النهاية لا يستغرق كل وقتي وهذا يتيح لي الوجود الدائم مع أسرتي وعدم الغياب عن بيتي لفترات طويلة.
- وهل تفضلين تقديم البرامج بشكل منفرد أم من خلال فريق عمل, حيث أكثر من مذيعة تحاور ضيفا واحدا؟
ــ طريقة التقديم الجماعي صعبة في البداية ولكن في وجود النية في التعاون وإنجاح الفريق والتعود مع مرور الوقت تصبح الأمور بسيطة والحمد لله أنا وفريق برنامجي متعاونون ومتفاهمون وتعودنا علي بعض وأصبحت بيننا علاقات قوية حتي أننا دائما علي اتصال فأصبحت هناك ألفة وهو شيء غير معتادين عليه في مصر وهو العمل الجماعي حتي اننا دائما ننجح في الرياضات الفردية أكثر من الجماعية.
- ماذا عن الستات ما يعرفوش يكدبوا وكيف كانت البداية؟
ــ عرض علي العمل في البرنامج من خلال الأستاذ محمد هاني رئيس قناة cbc وزوجته السيدة سهير جودة وكنت متخوفة في البداية من فكرة البرنامج لأنني كنت معتادة علي تقديم البرامج منفردة فأقنعوني بأن الفكرة في اختلافنا نحن الثلاث الفنانة والمذيعة والمحامية وكنت قلقة في البداية فأميرة محامية ومعتادة علي المرافعة أمام المحاكم ومفيدة مذيعة محترفة وأنا تعودت أن استضيف شخصا واحدا أو أن أكون ضيفة وأخجل تماما من التدخل في أثناء حديث أكثر من طرف وقد ظهرت هذه المشكلة في بداية حلقات البرنامج وانقسم المشاهدون فمنهم من قال لي لا تتغيري فهذه هي طريقتك التي احببناها والبعض الآخر قال لي مينفعش كدة انتي لازم تتكلمي إحنا عايزين نسمعك ومع الوقت تفاهمنا وأصبحنا نعطي كل واحدة منا فرصتها في الكلام خلال الحلقة وأصبحنا نفهم بعضنا بالنظرات.
- ماذا أضافت لك هذه التجربة؟
ــ الكثير فعلي المستوي الإعلامي جعلتني أكثر مهنية وأضافت لي علي المستوي الثقافي فكل يوم استعدادا للبرنامج أقرأ ملفا جديدا من ملفات بلدنا وتشمل ملفات اجتماعية تهم الأسرة وملفات الصحة والتعليم والسياسة واستعد للحلقات بالاستيقاظ مبكرا ومذاكرة الحلقة وتجميع كل مايتعلق بها من معلومات من خلال الانترنت وهكذا وكأنني في كل يوم أقوم بعمل رسالة أو بحث صغير.
- وهل تحرصين علي معرفة رد فعل الجمهور؟
ــ طبعا وبصفة يومية فبمجرد انتهاء الحلقة أتصفح موقع البرنامج علي الفيس بوك فكل فقرة لها صفحتها الخاصة وأري تعليقات الجمهور وفي البداية كنت أقوم بالرد عليها ولكن مع انشغالي بأشياء بجوار البرنامج لم أفعل ذلك منذ فترة.
- وهل اهتمامك ينصب علي البرامج الاجتماعية والدينية؟
ــ لا أقدم برامج دينية حاليا بعد تحويل فقرتي الدينية في البرنامج إلي فقرة صحية باسم الحياة الصح وهي تهتم بالصحة والتغذية والرياضة وأتمني أن أعود لتقديم برامج دينية تهم المرأة والأسرة مثل مني وأخواتها.
- تناقلت الصحف أنك بصدد إصدار ألبوم جديد حدثينا عنه؟
ــ لقد فكرت في فكرة هذا العمل وقمت بالاتصال بالملحن وليد سعد والشاعر بهاء الدين محمد وشرحت لهما ما أريده بالضبط فهناك رسائل معينة أريد تقديمها للأسرة وهي نفس الموضوعات التي كنت أقدمها في برنامج مني وأخواتها وهي التي تدور في إطارها أغاني الألبوم.
- وما السبب في هذه العودة للغناء بعد غياب طويل؟
ــ أرفض أن اسميها عودة للغناء فأنا لن أقدم حفلات مثلا ولكنني أحيانا عندما أكون مدعوة للمشاركة في عمل خيري مثل يوم اليتيم أو ذوي الاحتياجات الخاصة مثلا ويطلب مني الغناء فلن أتردد ما دامت الأغنية تحث علي الفضيلة ولها رسالة معينة.
- وهل تتوقعين النجاح للالبوم في ظل الظروف الحالية؟
ــ إن شاء الله فنحن مجتمع نحب هذا النوع من الأغنيات لأن رؤوس موضوعاته تهم كل الناس والشباب أيضا وإيقاعاته شبابية مثل الألحان السائدة حاليا ويمتاز أيضا بأن له شكلا جديدا أنا علي ثقة من نجاحه وأتمني أن يكون في ميزان حسناتي.
- تردد أنك سوف تقومين بإنتاجه ألا تخشين من عدم الربح؟
ــ لست خائفة وأنا استعد له حتي من قبل قيام الثورة وعند حدوثها لم اتراجع ومستمرون حتي يري هذا الألبوم النور.
- الأوضاع السياسية في مصر في الوقت الراهن هل تشعرك بالخوف علي مستقبل الفن؟
ــ أنا متفائلة جدا لأننا بدأنا نجني ثمار الثورة وبدأ يتحقق كثير من مطالبها ونحن لم نكن نحلم بذلك وسوف تظل مصر عظيمة بأولادها ومؤسساتها القوية وأتمني أن تتحد جهودنا جميعا حتي نحقق المزيد فهي ليست مسؤولية الرئيس أو الحكومة فقط ولكنها مسئوليتنا جميعا.
- المرأة بطبيعتها تهتم بجمالها ومظهرها وقد انتشرت اليوم الموضات وتنوعت فكيف للمرأة المسلمة ان تلاحق هذه الموضات لتحافظ علي صورتها في مجتمعها دون ان تخالف التشريعات الإسلامية؟
ــ يمكنها ذلك ببساطة بالحفاظ علي الأصول فأهالينا زمان لم يكن لديهم هذا القدر من الثقافة الدينية ولكنهم دائما ينصحوننا بكلمة عيب وميصحش فمجتمعنا بطبيعته محافظ لذلك يجب علي احترامه فعندما اخرج لا أرتدي ما يجرحه أو يلفت الأنظار حتي لا أكون سببا في أن يأخذ أحد ذنبا من نظرته إلي مثلما يحدث في رمضان عندما نقول لا يصح أن أصوم وأنا أرتدي ملابس مكشوفة فلماذا لا تكون جميع الأيام بها حياء فلا ألبس وأتجمل من أجل لفت النظر فالشارع لم يعمل من أجل ذلك ولذلك أحيانا يعجبني منظر سيدة غير محجبة لكنها ترتدي لباسا محتشما وتلم شعرها بشكل لطيف وأحيانا المحجبات لا يرتدين ملابس إلي هذه الدرجة من الاحتشام فالموضوع مقاييس واحترام والطاعة تأتي بعد ذلك وهي شيء بيني وبين ربنا ولا نسأل لماذا ترتدي الحجاب أو لا ترتديه فلماذا نحكم علي بعض من المظهر فانا حر ما لم أضر.
- وبالنسبة لك كفنانة اعتادت أن ترتدي علي أحدث خطوط الموضة هل واجهتك مشكلة بعد ارتداء الحجاب مع ملابسك؟
ــ لم تواجهني أي مشكلات فطريقة لبسي لم تتغير فهو الجاكت والجيب ولكن هناك مواصفات أحرص عليها فإذا وجدت أن الجيب ضيق أطول الجاكت وإذا شعرت ان الجاكت قصير أوسع الجيب أو البنطلون ودائما أفضل وضع طبقة ثانية علي ملابسي حتي لا تصف فمن الممكن أن تكون السيدة ترتدي الحجاب ولكن ملابسها تصف وهو ما لم اكن أعلمه من قبل فكنت أعتقد أن ارتدائي ملابس بكم طويل مثلا هذا كاف إلي أن عرفت معني الكاسيات العاريات.
- وما نصيحتك للمحجبة حتي تبدو جميلة؟
ــ أن تلبس صح والشيطان يعرف من أين يوسوس لها فمن السهل أن يصل لها إذا ارتدت الحجاب ولكنها تظهر جزءا من شعرها أو تلف الطرحة اسبنش ونجد ذلك في الأجنبيات عند اعتناقهن الإسلام فنجدهن يحرصن علي ارتداء الزي الإسلامي الصحيح لدرجة تكسفك من نفسك فيلبسن في منتهي الجمال والبساطة لأنهن يقرأون في البداية ثم يطبقن ما قرأن بعد ذلك حتي أن إحدي السيدات بعد أن أشهرت إسلامها تركت أظافرها طويلة لفترة كبيرة وعندما سألوها قالت عايزة أعرف حبيبي الرسول ماذا كان يفعل بها لأعمله واعتقد أنهم سيكونون أعلي أجرا عند الله لأنهم اختاروا الإسلام ولم يولدوا به مثلنا.
